الأربعاء، 2 يونيو 2010

السياسة الانتقائية للشرعية الدولية -2-

لم تكن مفاجأة ما قامت به إسرائيل حينما ارتكبت مجزرة أسطول الحرية المتجه لغزة في محاولة لفك الحصار الجائر عليها وفي محاولة لتحريك الضمير العالمي الذي مات واندثر منذ أمدٍ بعيد، فهي – إسرائيل- تثبت من جديد ودون خوف أو حساب لأي دولة أو جهة مفهوم إرهاب الدولة، فقد امتازت بالجرائم بشتى أشكالها وألوانها، في البر، الجو، البحر، تحت الأرض وفوق الأرض، جرائم بحق النساء والشيوخ والأطفال، فما قامت به ليس بغريب على ذلك الكيان المجرم.
لكن المشين أكثر من أي شيء والأكثر غرابة هي السياسة الانتقائية للشرعية الدولية التي من المفروض أن تكون عادلة في طرحها وآلية عملها، ومن المفروض أيضاً أن تكون قراراتها ملزمة لجميع الأطراف، فلا زالت الشرعية الدولية من خلال سياستها وقراراتها تحدث فجوة كبيرة بين شعوب العالم، وتثبت يوما تلو الآخر مدى ضعف هذه الشرعية في مواجهة ما تقوم به آلة الحرب الصهيونية وقوتها إذا ما تعلق الأمر باتخاذ أي إجراء تجاه مصلحة إسرائيل.
فقد بدأت أطراف دولية كثيرةبخلق الأعذار لجيش الدفاع الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية جراء فعلتهم، إضافة إلى ذلك فإن ما حدث يثبت أيضاً مدى عجز وفشل الدبلوماسية العربية التي لا زالت تعيش فترة مراهقة سياسية بشعة!!
تلك السياسة الانتقائية الدولية تعبر عن عنصرية ما بعدها عنصرية، وسياسة لاأخلاقية وانحياز تام لشعوب دون شعوب ولأمم دون أخرى، ولنا في منطقتنا العربية العديد من الأمثلة والقرارات والأرقام التي خرجت وكان من شأنها إلزام الأطراف العربية بتلك القرارات، وهدم الآمال والأحلام وتدمير الفكر ومنع حق العيش والتفكير بالمستقبل والتغيير لكثير من الدول العربية.
إن عالمنا يواجه معضلة كبيرة إزاء قرارات الشرعية الدولية التي من المفروض أن تكون ملزمة لجميع الأطراف، إلا إسرائيل لها الحق في قبول ورفض أي قرار بالوقت الذي تراه مناسبا لما يتماشى مع مصالحها، برغم الجرائم الكثيرة المتكررة التي ترتكب يومياً بحق الشعب الفلسطيني، والتي تواجه بصمت عالمي كامل.
تلك الممارسات السياسة الانتقائية للشرعية الدولية ممارسات سياسية عرقية عنصرية واضحة، لا نملك مناقشتها بعين الحقّ، لأنها بالنهاية تفسر مفهوم إرهاب دولي نعيشه اليوم وحالة من عدم التوازن الدولي.
وغزة عليها السلام
غزة …
أيتها المعتقة كتعتيق أيامنا التي تمضي مثل رمشة عين، أيتها الممزوجة بعرق أبنائك، بقطرات الدم الطاهرة، بحكايات السهول والجبال، بأسوارٍ من عشقٍ أزلي، لم يزل قائماً، وسيبقى
أيتها المعطرة برائحة المطر، بعبق الأرض، برائحة الأمومة الممزوجة بالأمل، برائحة الخبز والزيتون، بعطر صمتك، كيفَ أنتِ؟ كيف تشرين الأول والثاني؟ وكيف هي شهور السنة بقربك؟
أيتها المعطرة بدماء من مرّوا من هنا، من رووا أرضك برائحة الحياة، كيف أنتِ من جديد؟
وكيف هي رائحة الأرض، والسنابل والتلال
غزة …
سلامٌ لكِ وعليكٍ
ثمة ضروبٌ من "حقارة" تتحملها غزة بنبل من جديد…
ــــــــــــ
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق